Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
جمعية شباب الفتح للتنمية
Catégories
18 novembre 2008

تصدير الغاز إلى إسرائيل

azhar1_1_

إلى الساكتين على بيع أحشاء مصر لليهود الغاصبين 

غير خافٍ ولا منازع فيه  أن بيع السلاح للعدو هو من المحرمات اليقينية، "  فلا يحل لمسلم أن يحمل إلى عدو المسلمين سلاحا يقويهم به على المسلمين ،ولا كراعا-خيلا- ،ولا ما يستعان به على السلاح والكراع،لأن في بيع السلاح لأهل الحرب تقوية لهم على قتال المسلمين،وباعثا لهم على شن الحروب ومواصلة القتال،لاستعانتهم به،وذلك يقتضي المنع" بدائع الصنائع 4/189، السير الكبير4/141، مغني المحتاج4/228،إعلام الموقعين3/158،نهاية المحتاج 5/122.

   ولا نزاع في أن المُتَلبِس بتلك الجريمة هو والمروج لها والمدافع عنه،والمتستر عليه هم  جميعا  في الجريمة والإثم  سواء، قد تجاوزوا دائرة الحدود التي لها عقوبات مُكَفِّرةٍ  ودخلوا  في دائرة أشنع الجرائم التي عقوبتها من العقوبات غير المقدرة وذلك لتجاوز فاعلها كل اعتبار واحتمال، وذلك محل إجماع من أهل الشرع والقانون والأعراف المستقيمة، يقول الإمام الذهبي " إن المكر السيء من الكبائر لقوله تعالى: ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ )(فاطر: من الآية43)  ونقل ابن حجر في الزواجر إلى أن  الاحتيال لمثل ذلك - بيع السلاح والعتاد للمحارب- هو من كبائر الباطن التي يُذمُّ العبدعليها أعظم مما يذم على السرقة والزنا وغيرهما من كبائر الظاهر،لأن هذه الكبائر الباطنة تدوم بحيث تصير حالا وهيئة راسخة في القلب. الزواجر 99.

و لعل هذا ما دعا الكاتب الكبير الأستاذ فهمي هويدي لأن يصف تلك الجريمة  بعد افتضاحها ب"أم فضائح الموسم" الدستور27 مارس. وهي كذلك لهذ الموسم ولكل موسم، مابقي الليل والنهار، وأصحابه غير خارجين من هذا الوصف الذي نطق به الذكر الحكيم : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (الأنعام:123) .

ومع شناعة تلك الجريمة في ميزان الشرع والقانون والأعراف المستقيمة فإن الاستحلال لها هو الأشنع والأقبح، فبه لامكان ولا نصيب ولا حظ من العفو أو المغفرة من الله تعالى للمقيمين عليها،  قال تعالى (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) (مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النحل116 :117)  ذلك لما فيه من قلب لدين الله .   

يتبع تلك الجريمة  في القدر و المستوى جريمة  الاحتيال لها قبل الوقوع، والدفاع عنها بعده ، واعتماد المخادعة عند افتضاح أمر صاحبها أخزاه الله في الدنيا والآخرة سبيلا لصرف الأنظار عنها ،و لذلك ذمَّ الله تعالى أهل الخداع والمكر،الذين يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم، وهتك سريرتهم  بما كشف من حقارة نفوسهم بقوله تعالى فيهم إنهم (يخادعون الله) أي كما يخادعون الصبيان ، وهو تعالى  خادعهم،عقوبة لهم على وضيع مقاصدهم ودناءة نفوسهم وفساد قلوبهم  ( فآتاهم الله من حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)(الحشر: من الآية2) . فإن " من يخادع الله يخدعه" كما قال ابن عباس. يخدعه عن نفسه بما آتاه من تلك الدنيا وزينتها حتى يأخذه أخذ عزيز مقتدر و يفضحه في قعر داره.لإن الله لا يُخدع كما جاء عن أنس.

. يقول ابن القيم: إن هؤلاء –المخادعين-  لما كانوا أعظم جرما كانت عقوبتهم أعظم،فإنهم بمنزلة المنافقين ،يفعلون ما يفعلون ولا يعترفون بالذنب،بل قد فسدت عقيدتهم وأعمالهم،فهم بين ماكر و مخادع محتال على قلب دين الله، وحقيقة المخادعة هي الاحتيال والمرواوغة بإظهار أمرٍ جائز ليتوصل به إلى أمر محرم يبطنه،- إعلام الموقعين 3/161.

قال: ومدارهذا  الخداع على أصلين:

الأول: إظهارُ فعلٍ لغير مقصوده الذي جُعِل له.

الثاني إظهارُ قولٍ لغير مقصوده الذي وضع له.

ونقول : الأمران كلاهما قد تحققا في جريمة بيع أحشاء مصر للمجرمين، والدفاع عنها ممن دافع،ولزوم الصمت ممن خرس عليها من أهل الفصاحة والبيان. ثم المكر والخداع الذي لايزال ملازما لتلك الجريمة الشنيعة ابتغاء بقائها،وفي بقائها ذهاب كل شرف بقي لتلك الأمة أو كرامة.

يقول الأستاذ فهمي هويدي واصفا الذي حدث في موضوع تصدير الغاز لإسرائيل بأنه" فضيحة تلاحق بالعار الذين أذنوا بالاتفاق والذين وقعوه،والذين تستروا عليه،والذين دافعوا عنه".

قال : ورغم أن الدكتور فتحي سرور مارس دوره التقليدي في دفن الموضوعات التي تحرج الحكومة مثلما فعل في قضايا أخرى كثيرة كانت كارثة العبارة الشهيرة من بينها،إلا أن الجريمة التي وقعت من الجسامة بحيث يتعذر تمريرها وطي صفحاتها؛إذ كما أن دماء أكثر من ألف مواطن غرقوا بسبب الإهمال والفساد في قضية العبارة ؛ستظل تلوث وجه السلطة ،وأرواحهم ستظل تلعن كل المسؤلين عما جرى إلى يوم الدين،فإن فضيحة تصدير الغاز لإسرائيل ستظل إلى الأبد سبة في جبين جميع الضالعين فيها.- ومن الضالعين هؤلاء الساكتون على خراب ديارهم . - قال:

صحيحٌ أن خلفيات الملف مسكونة بالغموض والأطراف التي حركته في ذلك الاتجاه المشين؛ ويجري التعتيم عليها بشكل مريب؛ [ تعتيما] فتح الباب لِلَغطٍ مثيرٍ،طال جهاتٍ مما لايخطر على البال تورُّطُها في لُعبة مريبة من هذا القبيل،إلا أن مناقشة الموضوع في مجلس الشعب أتاح لنا أن نتعرف على ذرائع الحكومة في التستر على الموضوع وهي التي عرضها الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤن القانونية في بيان كارثي صدم كل من سمعوه وكان بمثابة حلقة جديدة في مسلسل الفضائح التي تابعناها في الموضوع.

خلاصة ماقاله الدكتور شهاب كالتالي:

·       إن الحكومة المصرية لا تصدر الغاز الطبيعي إلى إسرائيل .

·       وإن مايتم تصديره من الغاز إلى إسرائيل يتم عن طريق شركة خاصة.

·       ودور الدولة لايتعدى تيسير خطوط الأنابيب التي تمر بأرضها.

·       وأنه لاتوجد اتفاقات ذات طابع مالي أو اقتصادي مع اسرائيل في هذا الصدد.

·       وإن السوق المحلية تحصل على احتياجاتها كاملة من الغاز،

·       وأن التصدير يتم من الفائض،

·       وإن قطاع البترول يراجع حاليا كل عقود الغاز لتحقيق عائد إضافي من تصدير الغاز يصل إلى 18 مليار دولار خلال العشرين سنة المقبلة،

·       إن عقود تصدير الغاز تضمنت بنودا سرية يتعلق بعضها بسعر البيع،وهذه لايتم الإعلان عنها إلا بموافقة الطرفين. الدستور 27 مارس.

هل بقي شيء من معالم المكر والخداع المُحَرَّمِ والمجرَّم في هذا البيان لم يستوعبه صاحبه؟

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح" المكر والخديعة في النار" يعني صاحبهما.

صدر عن جبهة العلماء

1_2008510_2192_1_

عصر الأربعاء25 من ربيع الأول 1429هـ الموافق 2من أبريل 2008. 

Publicité
Commentaires
Publicité
جمعية شباب الفتح للتنمية
Newsletter
Derniers commentaires
جمعية شباب الفتح للتنمية
Archives
Publicité